الاربعاء 21 سبتمبر 2022 19:23 م بتوقيت القدس
يشهد سوق البن في هذه الآونة أزمة كبيرة يُرجح أن تتفاقم خلال العامين المقبلين وفق تقديرات الخبراء، بسبب تراجع انتاج البن في الدول المنتجة وما يرافقه من أزمات في النقل والتصدير وارتفاع أسعار النفط في العامين الأخيرين وصولًا إلى ارتفاع أسعار البن المتواصل والذي بات يؤثر في جيوب المستهلكين.
ويربط الخبراء والمختصون التطورات في سوق القهوة بالتغيرات المناخية التي طالت الدول المصدّرة لحبوب القهوة خاصة البرازيل، التي تنتج ما يعادل ستين بالمئة من كمية حبوب البن من نوع "أرابيكا" (القهوة ذات الأصول العربية) وتصدّرها إلى العالم.
فتلك الدولة الاستوائية شهدت موجة جفاف لحقتها موجة صقيع وبرد متطرفة العام الماضي ألحقت الأذى الكبير في مزارع البن وأدت إلى تراجع في إنتاجه وتلف كبير في أشجاره يحتاج إلى سنوات لتجاوزه. ويضاف إلى أزمة المناخ العالمية نقص الأيدي العاملة في مناطق انتاج القهوة إلى جانب الارتفاع المستمر في أسعار الأسمدة.
أدى تراجع محاصيل بذور البن من نوع "أرابيكا" في البرازيل إلى ارتفاع حاد في أسعاره في شهر أغسطس/ آب الماضي وحده وارتفاع كبير بمجمل ثلاثة أضعاف منذ مطلع العام ألفين وعشرين وبدء جائحة كورونا وما تبعها من تأثير على مختلف القطاعات.
كما أن استطلاعًا لشبكة بلومبرغ أشار إلى أن انخفاض مخزونات "أرابيكا" سيصل إلى خمسين بالمئة مع نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري مقارنة مع مخزون العام الماضي، ما ينذر بارتفاع حاد في العالم والبلاد، بحسب بعض التقديرات.
وقد برز نقص البن ورفع أسعاره أيضًا في الشركات الكبرى والمصانع المنتجة للقهوة، كما اشتكى أصحاب الماركات العالمية في صنع القهوة من النقص الحاد الذي أدى إلى رفع أسعار كل منتجات القهوة.
وأمام أزمة "أرابيكا" ، يواجه العالم ومحبو القهوة حلين أساسيين، الأول هو رفع الأسعار الذي بات ملحوظًا ولا مفر منه فيما الثاني التحول لاستخدام أوسع لحبوب القهوة من نوع "روبستا" التي تصدّرها فيتنام للعالم وتستخدم في تحضير القهوة التي تميل للمذاق المر.
لكن ثمة صعوبات في الاعتماد على "روبستا" أيضا خاصة أن فيتنام تواجه "ازدحامات بحرية" تحول دون تصدير كميات كبيرة من القهوة إلى العالم ، ويتوقع مراقبون أن تتواصل هذه الأزمة خلال العامين المقبلين ,أضف إلى ذلك أن حبوب "روبستا" التي تقل أسعارها عن أسعار "أربيكا" لا تلائم جودتها الكثير من متاجر البن التي تفضل الحفاظ على اسمها والاعتماد على مذاقاتها التاريخية المعتدلة بدلا عن التحول لمذاقات مرة ونسب كبيرة من مادة الكفايين المتوفرة في هذا النوع من بذور البن.
الطلب فاق العرض
وفي ظل هذه التطورات أشار مراقبو سوق البن إلى أن الطلب على القهوة فاق العرض، وهو ما يرفع الأسعار باستمرار، كما تقول منظمة القهوة الدولية إن الاستهلاك سيفوق الإنتاج للعام الثاني على التوالي .
من الجدير بالذكر أن بن "أربيكا" العالمي هو البن العربي الذي يعتقد أنه النوع الأول من البن الذي زرع ونشأ لأول مرة في اليمن بحلول القرن الثاني عشر.
